قيد العضو المتميز
عدد المساهمات : 101 تاريخ التسجيل : 27/08/2011 المزاج : حوار ونقاش
| موضوع: هل تستطيع إسرائيل البقاء على قيد الحياة؟ الجمعة سبتمبر 30, 2011 8:48 am | |
| هل تستطيع إسرائيل البقاء على قيد الحياة؟ | 9/28/2011 * " فلتعدوا أنفسكم لما هو غير سار. فالحرب القادمة ضد إسرائيل لم تعد مسألة "لو"، ولكن فقط "متى". كما أنها ستكون أكثر فتكا كثيرا من أي حرب شهدناها في بعض الوقت "
فيكتور دافيس هانسون
هل ستبقى إسرائيل على قيد الحياة؟ في الحقيقة هذا سؤال لم يتم طرحه منذ عام 1967. ففي ذلك الوقت كانت إسرائيل الأضعف كثيرا مما هي عليه اليوم محاطة من كل جوانبها بديكتاتوريات عربية كانت مجهزة بأسلحة معقدة من راعيتها النووية، الاتحاد السوفييتي. ولكن الآن أصبحت الأمور أسوأ كثيرا بالنسبة للدولة اليهودية.
لقد حاول المحتجون المصريون مؤخرا اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة وقتل أي إسرائيلي يقع تحت أيديهم. وأيا كانت الحكومة المصرية التي ستتسلم زمام الأمور فإنها ستكون حكومة ذات توجه إسلامي أكثر من ذي قبل – وربما تتخلى عن معاهدة السلام مع إسرائيل.
وهناك شيء واحد يوحد المعارضين السوريين والليبيين، وهو أنه يبدو أنهم يكرهون إسرائيل بنفس القدر الذي كان يكرهها به الحكام المستبدون الذين يحاول هؤلاء إسقاطهم.
وقد كان مفترضا أن ما يسمى "الربيع العربي" سيؤدي إلى البدء في تفكر ذاتي عربي في سبب انتشار المتعصبين الأقوياء في الشرق الأوسط. فقد استطاع نقاد ما بعد الثورة بحرية فحص الجروح التي أحدثها العرب بأنفسهم، مثل التعصب الديني والتسلط وتفشي الفساد والاقتصادات المنغلقة والتمييز بين الجنسين.
ولكن حتى الآن يبدو "الثوار" كثيرا مثل "الرجعيين". فهم في الأغلب الأعم يعودون إلى نظريات المؤامرة المنهكة بأن الإسرائيليين والأمريكيين هم الذين دفعوا إلى الجماهير العربية البريئة الفاسدين المحليين مثل معمر القذافي وحسني مبارك و غيرهم .
في عام 1967 لم يكن محيط الشرق الأوسط القوي – إيران الشاه وتركيا الكمالية وباكستان المحكومة عسكريا والملكيات الخليجية – متورطة كثيرا في القتال الإسرائيلي العربي في الخطوط الأمامية. ولكن هذا الوضع ليس كذلك الآن. فإيران التي سرعان ما يتوقع أن تصبح دولة نووية تعد بتدمير إسرائيل؛ وحكومة أردوجان في تركيا تتفاخر بماضيها الإسلامي العثماني - وتريد أن تستفز إسرائيل للدخول في تبادل لإطلاق النار على جبهة شرق البحر المتوسط؛ وباكستان هي أكبر دولة في العالم مضيفة ومصدرة للجهاديين الطامحين لتدمير إسرائيل؛ ودول الخليج الغنية بالنفط تستخدم ثروتها النفطية الهائلة ونفوذها لحشد مستوردي النفط ضد إسرائيل؛ والأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين هي عدو بحكم الواقع للدولة اليهودية.
وفي أثناء كل ذلك تجد الغرب شبه مفلس. فالاتحاد الأوروبي على وشك التفكك، وعدد سكانه يتقلص وسط الأعداد المتزايدة للمهاجرين الإسلاميين.
وأمريكا تبلغ ديونها 16 تريليون دولار، وقد أنهكتها ثلاثة حروب. وقد ظنت إدارة الرئيس أوباما في البداية أن وضع قليل من "الضوء" في العلاقة التي كانت ثابتة في يوم من الأيام بين إسرائيل والولايات المتحدة ربما يستميل الدول العربية نحو التفاوض على اتفاقية سلام. وهذا التثليث الأمريكي الجديد قد أعطى بالتأكيد للعالم الإسلامي مزيدا من الأمل – ولكن أمله هو في أن الولايات المتحدة ربما لا تكون قادرة الآن أو غير راغبة في مساعدة إسرائيل إذا ما قامت الدول الإسلامية بتصعيد التوتر.
لقد أصبح من الشائع إلقاء اللوم على التعنت الإسرائيلي كسبب لكل هذه التطورات القاتمة. ولكن هذا التصرف هو ببساطة نسيان للتاريخ. فقد كانت هناك ثلاثة جهود عربية لتدمير إسرائيل قبل أن تحتل أي أراضٍ حدودية بعد انتصارها عام 1967.
وفي وقت لاحق أعادت إسرائيل كل سيناء ومع ذلك فهي مازالت تواجه الآن عداء من مصر. كما خرجت من لبنان – فصاح حزب الله أن إسرائيل تضعف، وقام بحشد آلاف الصواريخ الموجهة إلى تل أبيب. وقد خرجت إسرائيل من غزة، فكان الشكر المقدم إليها على ذلك هو وابل من الصواريخ إضافة إلى تعهد حكومة حركة حماس هناك بتدمير الدولة اليهودية.
ويلعن الشرق الأوسط العربي إسرائيل بسبب عدم منحها لـ "حق العودة" إلى إسرائيل للفلسطينيين الذين لم يعيشوا هناك على مدى ما يقرب من سبعين عاما. ولكنه يلوذ بالصمت المحرج عندما يتعلق الأمر بأكثر من نصف مليون يهودي قامت الديكتاتوريات العربية في وقت قريب بتطهيرهم عرقيا من بغداد ودمشق والقاهرة وأعادتهم إلى إسرائيل. وفي نفس الوقت يتفاخر السفير الفلسطيني إلى الولايات المتحدة مرة أخرى بأنه لن يتم السماح لليهود بالدخول إلى الدولة الفلسطينية التي يتصورها – وهو تفاخر له أشباهه الغريبة في التاريخ.
وحتى الوقت الحاضر نعلم ما الذي سيبدأ وما الذي يعوق صراعا آخر في الشرق الأوسط. وفي الماضي كانت الحروب تندلع عندما كانت الدول العربية تعتقد أنها تستطيع الفوز بها وكانت تتوقف عندما كانت تعترف تلك الدول أنها لن تستطيع.
ولكن الآن هناك مجموعة جديدة من العوامل – المزيد من الأعداء الإسلاميين لإسرائيل مثل تركيا وإيران، والاحتمال الأكبر لوجود حكومات عربية إسلامية، والخوف الأكبر من التطرف الإسلامي، والمزيد من العداء للسامية بلا استحياء، والمزيد من أموال النفط التي تتدفق إلى الشرق الأوسط، والفرصة الأكبر لوجود دول نووية إسلامية، واللامبالاة الأكبر من جانب أوروبا والولايات المتحدة – ربما أقنعت أعداء إسرائيل بأنه بإمكانهم في النهاية الفوز بما لم يستطيعوا الفوز به في أعوام 1947 و1956 و1967 و1973 و1982 و2006.
إذن فلتعدوا أنفسكم لما هو غير سار. فالحرب القادمة ضد إسرائيل لم تعد مسألة "لو"، ولكن فقط "متى". كما أنها ستكون أكثر فتكا كثيرا من أي حرب شهدناها في بعض الوقت.
* مؤرخ في مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد، ومؤلف كتاب "نهاية أسبرطة" الذي صدر حديثا. |
| |
|