حوادث السير.. تساؤلات من يجيب عليها؟
تبقى حوادث السير هي المشكلة التي مهما كتبنا عنها نجد أنفسنا بأننا لا بد ان نكتب المزيد فيها، لأنها بالمختصر لا تزال قائمة وتحصد أرواح إخواننا وأخواتنا شبابنا وشيبنا، حيث لا تكاد توجد عائلة أو أسرة بالسلطنة إلا وقد فقدت عزيز عليها في حادث سير، لذلك نجد بأن الكتابة عنها والحديث في فظاعتها والكيفيات التي نحاول أن تكون حلولا لها لا بد ان تتواصل .
حوادث السير مشكلة قائمة، ولا توجد مؤسسة أو جهة لديها عصا سحرية لوقفها، لذلك نجد أنفسنا أمام مشكلة يجب أن يقف أمامها كل شخص مسؤول عن نفسه تجاهها ومسؤول عن ذويه الذين يقعون تحت امرته.
ولنسأل أنفسنا أسئلة ونحاول الإجابة عنها، ومن هذه الأسئلة لماذا نحن لا نتقيد بالسرعة المحددة مع ان تجاوزها ربما يتسبب لنا بحوادث مميتة؟ لماذا يجب على الحكومة ممثلة بشرطة عمان السلطانية أن تقوم بتركيب أجهزة ضبط السرعة؟ هل لأنها ترغب في مخالفتنا أم تحثنا على التقيد بالسرعة المحددة وبالتالي حمايتنا من الحوادث؟ أجزم ومتأكد تماما بأنها تضع الأجهزة لنتقيد نحن بالسرعة المحددة وتنقذ أرواحنا، لأننا بالمختصر لا نتقيد بالسرعة تلقائيا.
السؤال الثاني لماذا لا نخفف السرعة في الأحياء السكنية ، بدل من أن نطالب الجهات المعنية بوضع كاسرات للسرعة أمام منازلنا، فلو مر شخص منا في حي سكني لا يسكن فيه تجده لا يبالي بان المنطقة سكنية ويضع في ذهنه ان هناك من يعبرون الطريق من أطفال ونساء بشكل مفاجئ، لكن هذا الشخص نفسه يطالب بان يضعوا له (مطب) امام منزله ويشتكي بان الناس لا تتقيد بالسرعة وهناك متهورين ، نعم هناك متهورون لكن هم منا وفينا وإذا حاسب كل شخص منا نفسه وأوصى أبناءه ببعض الوصايا لما وجدنا من يقود مركبته بعنجهية في الاحياء السكنية.
وتطول الأسئلة وتكثر حول هذا الموضوع لكن من المهم أن يضعها كل شخص منا في وضعية الاهتمام حتى تجد إجابة بتطبيق وليس بلا مبالاة ، ومن هذه الأسئلة أيضا والتي يجب ان نسأل عنها، لماذا يشتري الاب لابنه دراجة نارية او هوائية ويتركه يلعب ويلهو بها في الطرقات مع انه يسمع عن الحوادث المميتة التي يتعرض لها كثير ممن يقودون الدراجات النارية والهوائية وخصوصا تلك الصغيرة التي عادة ما يقودها صغار السن والمراهقون في الحواري بلا رخص قيادة، لماذا اشتراها له ؟ لماذا لم يحاسبه على اقتنائها ، أليس ولي الأمر أو الأب مسئولا عما يفعله ابنه؟
لماذ نتحدث في الهاتف النقال ونحن نقود السيارة مع اننا نعلم بأنه خطر ، واذا كانت دورية شرطة خلفنا نخاف وننهي المكالمة، وإذا أتت المخالفة نطلب الصفح والغفران ؟.
لماذا البعض منا يقوم بقيادة المركبة ويضع ابنه أمام المقود في حركة غبية؟ يحسب فيها الشخص بأنه يلاعب ابنه بهذا الشكل، مع ان هذا ربما يؤدي الى حادث يقع بسبب انشغال الأب بابنه وربما يكون الضحية الأب وابنه ومن معه .
الآف المرات نكرر (لماذا).. لكن هذا الاستفهام يجب أن يفكر فيه الشخص يوميا ويسأل نفسه حتى يقي نفسه والآخرين مخاطر الطريق، ولعل من ابرز وأهم اسباب الحوادث المميتة السرعة الزائدة فإذا كان الشخص يقود مركبته بسرعة معقولة وفق المحدد تجده يستطيع ان يسيطر على مركبته بشكل اكبر، حتى وان وقع حادث بسرعة معقولة فإن النتيجة تكون أخف وأرحم من حادث بسرعة فائقة تفوق المعقول، ولا تترك مجالا للتفادي أو المقاومة لا للسائق ولا لحديد السيارة ومعدات الأمان.
وقانا وإياكم مخاطر الطريق .. لكن في النهاية كلنا نؤمن بأن الحوادث أخذت منا الكثير وتستنزف يوميا أرواح وفلذات بريئة فالنحاول وقف نزيف الجرح الأليم وليهتم كل شخص منا بنفسه ومن حوله ويقوم بدوره تجاه هذا الخطر المحدق بنا يوميا ولنؤدي كل منا في مجاله الواجب الذي يراه يستطيع فعله تجاه وقف أو على الأقل التخفيف من هذه المشكلة.