السلطات السورية تعتبر استقالة "بكور" تحت التهديد وأوروبا تقر العقوبات النفطية اليوم
دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
وسط تواصل عمليات الجيش السوري في أنحاء متفرقة من المدن السورية، قالت السلطات السورية إن استقالة مدعي عام حماة قد انتزعت منه تحت التهديد بعد اختطافه، فيما يعتزم الاتحاد الأوروبي الإقرار الرسمي لحظر مستوردات النفط السوري على أن لا يدخل حيز التطبيق بالنسبة إلى العقود الجارية قبل 15 نوفمبر بناء على طلب إيطاليا. يأتي ذلك في حين تجددت الدعوات لمتابعة التظاهر اليوم في يوم "جمعة الموت ولا المذلة" إلى حين سقوط النظام السوري.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل سوري خلال اقتحام عناصر من جهاز الأمن العسكري لحي النازحين في مدينة حمص التي تشهد غليانا أمنيا منذ أسابيع. وأضاف أن "إطلاق رصاص سمع في باب سباع وأحياء أخرى" في هذه المدينة. وأشار المرصد إلى أن ذلك جاء غداة "تظاهرات حاشدة شهدتها عدة أحياء" في حمص.
وفي جبل الزاوية (شمال غرب)، ذكر المرصد أن "مواطنا قتل أمس الخميس وأصيب خمسة بجراح إثر اقتحام قوات عسكرية وأمنية لقرية الرامة". وتابع "كما توفيت فجر أمس الخميس طفلة (10 أعوام) متأثرة بجراح أصيبت بها مساء أمس خلال إطلاق رصاص في مدينة دير الزور (شرق) بجانب قيادة الشرطة"، مشيرا إلى أنها "كانت تستقل سيارة أجرة بصحبة ذويها" دون إعطاء تفاصيل إضافية حول ملابسات الحادث.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في حماة قوله "إن ما بثته قناة الجزيرة بالصوت والصورة على لسان المحامي العام المختطف عدنان بكور والتي تعرض فيها لأكاذيب عن ممارسات عارية عن الصحة جملة وتفصيلا انتزع منه تحت تهديد وقوة السلاح وهو محض افتراءات كاذبة فبركتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عملية الاختطاف قبل ثلاثة أيام وأجبرته على تلاوتها". ـ حسب تعبيره ـ . وقال محافظ حماة الدكتور أنس ناعم في تصريح لسانا إن المحامي العام بكور أجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت تلك القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين بحماة وذلك ضمن أهداف الحملة الإعلامية ضد سوريا، ما يشير إلى أن تلك القنوات أصبحت شريكا في الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية ضد المواطنين الأبرياء في سوريا. ـ حسب وصفه ـ.
وفي دير الزور نقلت وكالة الأنباء السورية عن أهل العقيد محمد السهو قولهم إنه توفي وفاة طبيعية نتيجة أزمة قلبية وأن جثته سليمة من أي أثر .
وأعلن المرصد في بيان أن أجهزة الأمن اعتقلت "صباح أمس الخميس المعارض البارز حسن زهرة من منزله في مدينة السلمية (ريف حماة) مطالبا بالإفراج الفوري عنه.
ولفت المرصد إلى أن زهرة (67 عاما) سبق سجنه "بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي واعتقل أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بتهمة تنظيم التظاهرات"، مشيرا إلى أنه يعاني من مشاكل صحية.
كما "نفذت قوات عسكرية وأمنية ظهر أمس (الخميس) حملة مداهمات واعتقالات في بلدة سرمين (ريف ادلب) بحثا عن مطلوبين متوارين عن الأنظار وأسفرت عن اعتقال 13 شخصا" بحسب المرصد.
وأفاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن "حملات اعتقال واسعة طالت العشرات جرت مساء أمس في القدم والزبداني والقابون" في ريف دمشق.
وأضاف "كما جرت حملات اعتقال في الجيزة (ريف درعا) وحماة (وسط) وفي الجورة والقورية بالقرب من دير الزور (شرق)".
في الوقت نفسه، ذكر ناشطون على صفحة "الثورة السورية" في موقع التواصل الاجتماعي "في جمعة الموت ولا المذلة كلنا رايحين شهداء بالملايين"، مؤكدين على أن مظاهراتهم "سلمية، سلمية".
وعلى الصعيد الدولي، أعلنت مصادر دبلوماسية أمس الخميس أن الاتحاد الأوروبي يعتزم أن يتبنى رسميا اليوم الجمعة قراره بحظر مستوردات النفط السوري على أن لا يدخل حيز التطبيق بالنسبة إلى العقود الجارية قبل 15 نوفمبر بناء على طلب إيطاليا.
ومن المقرر أن يوسع الاتحاد الأوروبي عقوباته المتعلقة بتجميد أصول وحظر منح تأشيرات لأربعة رجال أعمال متهمين بتمويل نظام الرئيس بشار الأسد وثلاث شركات بينها بنك، بحسب هذه المصادر.
وسيضاف هؤلاء إلى خمسين شخصية بينها ثلاثة مسؤولين ايرانيين وثماني شركات أو منظمات سورية او ايرانية تعرضت سابقا للعقوبات.
واعلن احد هذه المصادر "ان الحكومات الاوروبية التي تجري مشاورات حاليا ستصادق على هذه الاجراءات خلال نهار الجمعة". وكانت دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرون توصلت الاثنين الى اتفاق مبدئي حول حظر النفط.
وهذا الاجراء الاخير الذي سيدخل حيز التنفيذ مع مفعول فوري الجمعة، سيكون له انعكاس اكيد لان الاتحاد الاوروبي يشتري 95% من النفط الذي تصدره سوريا ما يمثل ما بين ربع وثلث عائدات سوريا.
الا ان ايطاليا حصلت على ترتيب خلال المفاوضات هذا الاسبوع بحيث يمكن لعقود الشحنات الجارية الموقعة من قبل الشركات النفطية الاوروبية مع سوريا وشركتين تخضعان للدولة (سيريا بتروليوم وسيترول)، ان تبقى قائمة حتى 15 نوفمبر بحسب عدد من الدبلوماسيين.
وقال احد الدبلوماسيين "لقد شدد الايطاليون على ان تكون هناك مهلة لكي لا نوجد ارباكا كبيرا" للشركات الاوروبية المستوردة.
من جهتها، اصدرت الولايات المتحدة قرارا بحظر استيراد النفط السوري لكن هذه العقوبة رمزية لان الاميركيين لا يستوردون النفط من سوريا.
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين "يخطئ النظام السوري ان اعتقد ان شعبه يحميه. الرئيس السوري ارتكب ما لا يمكن اصلاحه. فرنسا وشركاؤها ستفعل كل ما هو ممكن قانونيا من اجل ان تنتصر تطلعات الشعب السوري الى الحرية والديموقراطية".
من ناحيتها، نددت الادارة الاميركية بما أسمتها "عمليات تعذيب فظيعة" في السجون السورية.
واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "ان حكومة تقتل وتعذب مواطنيها وخصوصا الاطفال لا يمكن لاي كان من بيننا ان يعتبرها شرعية". ـ حسب قولها ـ