وهذه قصيدة له في مدح سيد الرسل النبي محمد صلى الله عليه واله
أتيتـك بالأشـواق أطفـو وأرسـب ُ= وكلِّـيَ آمـــالٌ و كُـلُّـك مَطـلـــب ُ
ملكتَ علـى بُعـد الديـار مشاعِـري = فأنت إلى ذهنـي مـن الفكـر أقـربُ
إلى أن دنت مني الديـار و أصبحـتُ = قبابُـك فـي عينـي تهـلُّ وتغـرب
تلاشت حدودي في حدودك و الهـوى = تُـوحَّـدُ اشـتـاتٌ بــه وتُــذوَّب
فعـدتُ و مـا إلاكَ عنـد مشاعـري = فأنت بهـا فكـر و ديـنٌ و مذهـبُ
قطعتُ إليـك البِيـدَ شاسعـةَ المَـدى = إذا ما تقضّي سبسـبٌ جـد سبسـب
تخايل فيها الرمـل أن صـار معبـراً = إلـيـك ودربٌ للحبـيـب محـبـب
ولاح عليـه رسـم أخفـاف نـاقـةٍ = غـزوتَ عليهـا يـوم لله تغـضـبُ
وقافلـة مـا زال رجــع حدائـهـا = يغـرد فـي بـدرٍ واُحـدٍ و يطـربُ
عليها من الصحـب الكـرام عزائـم = الـى الان بالصحـراءِ منهـا تلهـب
يقـود بهـا للفتـح فكـر معـمـقٌ = ويحدو بها للنصـر سيـف مجـرّب
وما قام مجـدٌ أو تسامـت حضـارةٌ = بغير النهى يفتن و السيـف يضـربُ
ولمـا وطـأتُ المِسـك مِن أرضِ طيبـه = وهبَّ عبير من شـذى الخلـد أطيـبُ
وأقحمتُ طرفي لجَّـة النـور لوّحـت = شمائل أشهى مـن خميـلٍ و أعـذبُ
تخيّلتُ عشـراٌ مـن قـرونٍ وأربعـا = سُتبعد طَرْفـي عـن رُؤاك و تحجـبُ
ولكن رأيتُ الأمس عنـدي بسحـره = ثريٌّ كما يهـوى الجـلال و يطلـب
كـأن السنيـن الذاهبـاتِ وبُعـدهـا = مرايـًا بهـا تدنـو إلـي وتـقـربُ
ولملمتُ طرفي من سنـاك و لَمعِـهِ = كذا الشمس تعشو العين منها و تتعب
وراودتُ فكـري ان يعـيـك فــأدّهُ = بأنـك أوفـى مـن مـداه وأرحـبُ
فآويـتُ للذكـرى يمـسُّ سلافـهـا = فمـي فـإذا ريقـي لهـا يتحـلـبُ
وهوّمتُ للأصـداء تُسكـر مسمعـي = بأنغامهـا فالدهـر هيمـانُ مـطـربُ
سماحاً أبا الزهراء ان جئـتُ أجتلـي = سناك و أستهـدي الجـلال و أطلـب
اذا لم تؤمِّـل فيـض نـورك ظلمتـي = فمن أين يرجو جلوة النـور غيهـبُ
وإن لم يلـج ذنبـي ببابـك خاشعـا = فمن أين يرجـو رحمـة الله مذنـبُ
ومثلك من أعطى و مثلي من اجتـدى = فإن السما تنهـلُّ و الارضُ تشـربُ
ومـا عنـد بـاب الانبيـاء مـعـرَةٌ = فليس علـى مـن أمَّ بابـك معتـب
أهبـتُ بنقصـي فاستجـار بكـامـلِ = الى ذاتـه يُنمـى الكمـال و يُنسـبُ
وأغـرى طلابـي أن فيـض معينـه = مَدى الدَهر ثرٌ مـا يجـف وينضـب
وعفرت خدي في ثرًى مـسَّ عفـرَهُ = لجبريل من جنحيـه ريـشٌ مزغـب
وفـيـه محـاريـبٌ لآلِ مـحـمـدٍ = بهـنَ ضراعـاتٌ الـى الله تُنصـب
وآثـار أقـدام صـغـارٍ و مهـجـع = الـى الحسنيـن الزاكييـن و ملعـب
وصوت رحى الزهراء تطِحن قوتها = إلى جلد كبشِ حيـث تجلـس زينـب
رؤى سوف يبقى الدهر يروي جلالها = وتبقى على رغـم البساطـةِ تأشـب
عهدتـك و القـران نـور وحكـمـة = يشـد إليـه التائهـيـن و يـجـذبُ
وأنت عطـاء كلمـا احتاجـت الدُنـا = الـى مكسـبٍ منـه تولـد مكسـب
و انـت طمـوح نـال كـل ممـنـع = ولم يرضه من غارب النجـم منكـب
وأنت شمـوخ فـي النوائـب مرقـل = علـى عـزمـاتٍ كلـهـن تـوثُـب
و أنـت اذا مـا التـاث رأي اصابـةٌ = مسددةٌ عن صائِـب الـرائ تعـرب
فمـا بالـنـا لا نجتلـيـك بتيهـنـا = و أنـت لنـا نبـعٌ وروضٌ مخصـب
فقد يكتفـي فـي تافـه الـزاد كاسـل = لانَ كريـم الـزاد مـاتـاه متـعـب
ويؤذي النُهى و المنطق الجد ان يرى = هـراءً هزيـلاً يستطيـل ويطـنـب
تداعـي إليـه الحالمـون و غرهـم = بريـقٌ بـه فيمـا عرفنـاه خـلّـب
فخاطـب منهـم فـاشـلاً ومبـلََـداُ = و صوره المظلـوم يُسبـى ويُنهـبُ
فثابـوا اليـه يرمحـون و عنـدهـم = من الحقد ما يبري الرقـاب ويحطـب
ويولمـك الانسـان يقـتـل تِـربَـهُ = ودون الدماء الحمر ما هـو اصـوبُ
وقـد تحسبنّـي ظالـمـاً متجنـيـاً = تناسى الـذي يفضـي لـذا ويسبـبُ
وكلاَ فما انسـى كروشـاً تضخمـت = من السحت يُجنى والكسيـرة تُنهـب
ولا بالـذي ينسـى سياطـًا لئيـمـةً = تشظِّي جلـودَ الكـادحيـن وتُلهـب
ولكننـي أرثـي لنـاسٍ تفـرُ مــن = جحيـمٍ ليحويهـا جحـيـمٌ مـذهـبُ
تعثَّر فـي أشواطـه وهـو لـم يـزل = الى الآن يـروي الإدّعـاء ويصخـبُ
فهبنا أبا الزهـراء قوتـاً فلـم يعـد = بِمِزْوَدِنَـا مـا يُستطـاب و يـعـذبُ
ورُدَّ لنـا هـذا الاصـيـلَ لفجـرنـا = إلى النبع يهمي النور ثـرّأ ويسكـبُ
وسـدّد خطانـا بالطريـق فدربُـنـا = طويـل عـلـى أقدامـنـا متشـعـبُ